في عملية نوعية استهدفت حركة أنصار الله سفينة الشحن "ماجيك سيز" في البحر الأحمر، بعد التأكد من ارتباطها وعملها مع كيان الاحتلال. وأظهرت العملية القدرات التقنية المتطورة التي بات اليمن يملكها، وكشفت عن حجم التحدي الذي فرضه اليمن على القوى العالمية، بدءاً من البحرية الأميركية ووصولاً إلى حركة التجارة والملاحة الدولية.
ما هي سفينة "ماجيك سيز"؟
هي سفينة شحن ضخمة، كانت تُبحر تحت علم ليبريا، وتُدار من شركة يونانية مرتبطة بعقود تجارية مع الاحتلال الإسرائيلي. بحسب تقارير الشحن الدولية، كانت وجهتها النهائية ميناء حيفا، ما جعلها هدفاً مباشراً ضمن المعادلة التي أعلن عنها أنصار الله منذ طوفان الأقصى، والتي تقضي باستهداف أي سفينة ترتبط أو متوجهة إلى الكيان إسناداً لغزة.
لماذا استُهدفت؟
منذ أكتوبر 2023، أعلن أنصار الله أن البحر لم يعد آمناً للسفن التي تتعامل مع الاحتلال. سفينة "ماجيك سيز" كانت تمثّل هدفاً مشروعاً لأنها اخترقت قرار الحظر المفروض من قِبل أنصار الله. في البداية لم تستجب السفينة لتحذيرات القوة البحرية اليمنية بعد أن تم تحذيرها لثلاث مرات تقريباً وطُلب من قبطانها التوقف والإخلاء لأن التهديد جدي وعدم الاستماع إليه سيجعل المسؤولية على القبطان.
تفاصيل العملية النوعية
في 8 تموز/يوليو 2025، بث الإعلام الحربي اليمني مشاهد مصوّرة تُظهر لحظة استهداف السفينة بصواريخ بحرية دقيقة في 6 تموز/يوليو، ما أدى إلى انفجار هائل تبعه غرق تدريجي للسفينة وسط البحر الأحمر. المشاهد أثارت ضجة عالمية، وتداول العديد من القنوات ووسائل الإعلام الأجنبية الفيديو. حيث تظهر السفينة مصابة بصاروخ موجّه بدقة استهدف السفينة من مسافة بعيدة. وحولها سلسلة من الانفجارات والدخان. ويلاحظ أن المشاهد التقطتها طائرة مُسيرة توثق لحظة الانفجار، حيث كانت عملية الغرق بطيئة ومدروسة وواضحة.
ردود الفعل العالمية
الإعلام الغربي تعامل مع الحدث بارتباك، إذ انتشرت المشاهد على نطاق واسع. ورفعت شركات التأمين البحري حالة التأهب، ووصفت البحر الأحمر بأنه "منطقة نزاع نشطة". أما البحرية الأميركية والبريطانية لم تتمكن من التدخل، ما أثار تساؤلات حول مدى فاعليتها بعد أشهر من التمركز قرب باب المندب.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه العملية ليست الأولى من نوعها إذ نفذت حركة أنصار الله العديد من العمليات المشابهة في البحر الأحمر منها:
استهداف سفينة "غالاكسي ليدر"
أول عملية بحرية مصوّرة يتم فيها استهداف سفينة تجارية مرتبطة بكيان الاحتلال، حيث نُفذت بإنزال جوي من مروحية عسكرية على سطح السفينة.
استهداف سفن أميركية وبريطانية في البحر الأحمر
كجزء من الرد على العدوان الثلاثي على اليمن. واستُخدمت فيها صواريخ بحر-بحر وطائرات مسيّرة بحرية.
استهداف سفن مرتبطة بشركات إسرائيلية
شملت عمليات عديدة في البحر الأحمر، بعض السفن أصيب، وبعضها اضطر لتغيير مساره خوفاً من الإصابة.
إصابة حاملة الطائرات الأميركية "ترومان"
وإسقاط طائرات كانت على متنها ما أجبر الولايات المتحدة على إجراء اتفاق مع اليمن وتحييد الكيان منه لحفظ مصالح أميركا.
الكاتب: غرفة التحرير