الجمعة 20 حزيران , 2025 07:48

الموجة 14: مخزون الصواريخ الاعتراضية الإسرائيلية ينفذ والتدخل الأميركي قاب قوسين!

صواريخ إيرانية والدمار في الكيان الإسرئيلي

يستمر التصعيد بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والكيان الإسرائيلي، ففي الأيام الثلاث الأخيرة، أعلنت إيران عن بدء "الموجة التاسعة" حتى "الرابعة عشرة" من هجماتها، وأكدت استخدام صواريخ متطورة مثل "فتاح" و"خيبر شكن" الفرط صوتية، مما شكل تحدياً متزايداً لدفاعات العدو. طالت الأهداف الإيرانية مراكز قيادة واستخبارات حساسة (مثل مجمع غاف-يام في يافا وقاعدة القيادة والاستخبارات بجوار مستشفى سوروكا في بئر السبع)، ومراكز بحث علمي متورطة في الصناعات العسكرية، إلى جانب استمرار قصف المدن والمراكز الاقتصادية. وبدأت التقارير تشير بوضوح إلى تآكل ونفاد في مخزونات الصواريخ الاعتراضية التابعة للعدو، خاصة في الطبقات العليا (آرو) والوسطى (مقلاع داوود)، مما عكس نجاح استراتيجية الاستنزاف الإيرانية.

من جهة الكيان المؤقت، استمرت المحاولات الجوية لضرب أهداف في إيران، لكن يبدو أن التركيز بدأ يتحول إلى محاولة إحداث دمار واسع النطاق أو الضغط من أجل تدخل أمريكي مباشر، خاصة فيما يتعلق بأهداف محصنة مثل منشأة "فوردو" النووية التي يفتقر العدو للقدرة المستقلة على تدميرها بفعالية.

على الصعيد الدولي، بدأ الموقف الأمريكي يتضح بشكل متزايد، رغم غموضه الأولي. تحريك حاملة الطائرات USS Nimitz ونشر تعزيزات دفاعية كرسالة ردع متعددة الاتجاهات. تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خاصة دعوته لإخلاء طهران، كانت نقطة تحول لفظية بشأن احتمالية توجيه ضربة أمريكية و" إسرائيلية " كبرى للعاصمة الإيرانية.

النتائج الرئيسة للعدوان على إيران:

- كسر معادلات الردع: انتهت حقبة حرب الظل، وبدأ عصر المواجهة المباشرة حيث كل هجوم سيُقابل برد مؤلم. الكيان المؤقت لم يعد يمتلك التفوق المطلق في القدرة على إلحاق الأذى بالخصم دون أن يتكبد ثمناً باهظاً على جبهته الداخلية.

- فعالية الردع الإيراني الصاروخي: أثبتت إيران أن ترسانتها الصاروخية والمسيرة هي ورقتها الرابحة التي يمكنها من خلالها تجاوز التفوق الجوي للكيان المؤقت وإلحاق أضرار استراتيجية. تكتيك الإغراق والإشباع أثبت فعاليته في إرهاق وتجاوز منظومات الدفاع المتطورة.

- هشاشة الجبهة الداخلية للعدو: كشفت الحرب عن نقطة ضعف قاتلة في الموقف الصهيوني تتمثل في عدم قدرة الجبهة الداخلية على تحمل حرب استنزاف طويلة الأمد وتكلفة بشرية واقتصادية عالية. هذا يمثل ضغطاً سياسياً هائلاً على قيادة الكيان ومؤسسة صنع القرار فيه.

- صراع إرادات واستنزاف: تحولت المعركة إلى حرب استنزاف لا تعتمد فقط على القدرات العسكرية، بل على قدرة كل طرف على تحمل الألم والخسائر، وقدرته على تجديد مخزوناته وإصلاح بنيته التحتية. في هذه المعركة، يبدو أن العمق الاستراتيجي والسكاني الإيراني يمنح طهران أفضلية في التحمل والتقدم بنقاط على العدو.

- الدور المحوري للموقف الأمريكي: قرار الرئيس الأمريكي ترامب بشأن مستوى التدخل المباشر هو العامل الأكثر أهمية في تحديد مسار الحرب. الضغط " الاسرائيلي " على واشنطن كبير، لكن مخاطر التورط في حرب إقليمية واسعة تظل عائقاً رئيسياً يؤخر التورط الامريكي.

خلاصة:

دخلت المنطقة في حقبة جديدة من المواجهة المباشرة والمفتوحة، حيث بات شبح الحرب الإقليمية الشاملة يلوح في الأفق. حقق الكيان المؤقت نجاحات تكتيكية أولية لكنه وجد نفسه متورطاً في حرب استنزاف تضرب عمقه الاستراتيجي وتكشف عن ضعف دفاعاته أمام تهديدات معينة. إيران عانت من اختراقات أمنية وضعف دفاعي أولي، لكنها نجحت التعافي السريع وفي فرض معادلة ردع جديدة عبر ذراعها الصاروخية، مُلحقةً أضراراً لم يسبق لها مثيل بالعدو. النتيجة النهائية للصراع غير محسومة، وتعتمد بشكل كبير على قدرة الطرفين على تحمل التكلفة، وعلى مستوى التدخل الأمريكي، وعلى القرارات الاستراتيجية التي قد يتخذها الطرفان في ظل الضغط المتزايد، خاصة فيما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني الذي قد يصبح نقطة الاشتعال التالية.





روزنامة المحور